قال الله تعالى : ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) يحكى أن خـدم بعض الملوك وجدوا طفلاً في الطريق فالتقطوه فأمر الملك بتربيته وضمه
إلى أهل بيته وسماه أحمد اليتيم فلما نشأ ظهرت عليه أمارات النجابة والذكاء فهذبه وعلمه ولما حضرته الوفاة أوصى به ولي عهده فضمه إليه
واصطفاه وأخذ عليه العهد أن يكون وفياً وخادماً أمينا وبعد ذلك قدمه في أعماله فصار حاكماً على جميع حاشية الأمير ومتصرفاً في
شئون قصره وفي أحد الأيام أمره أن يحضر شيئا من بعض حجراته فذهب ليحضره فرأى بعض جواري الأمير الخاصة به
مع شاب من الخدم يفسقان ويزنيان فـتوسلت إليه الجارية أن يكـتم هذا الخبر ووعدته بكل ما يطلب وراودته عن نفسه
لتأمن شره فقال لها معاذ الله أن أخون الأمير أزني وقد أحسن إلي ثم تركها وانصرف على أن يكـتم ولكن الجارية
أوجست في نفسها خيفة وتوهمت أن أحمد اليتيم سيفشي أمرها للأمير فما كان إلا أن انـتظرت الأمير حتى
حضر إلى قصره ثم ذهبت إليه باكية شاكية فسألها ما خبرها؟ فـقـالت إن أحمد اليتيم روادها عن
نفسها وكان يريد أن يقهرها على الزنا فلما سمع الأمير ذلك غضب واشتد غضبه وعزم
على قـتله ثم دبر قـتله في الخفاء حتى لا يعلم الناس بقـتله وبسبب هذا القـتل فقال
لكبـير خدمه إذا بعثـت إليك أحداً بطبق يطلب منك كذا وكذا فاقطع راسه
وضع الرأس في الطبق وابعث به إلي فأجاب الخادم بالسمع والطاعة.
وفي يوم من الأيام أحضر الأمير أحمد اليتيم وقال له اذهب إلى فلان الخادم وقل له يعطيك كذا وكذا فامتـثل الأمر وذهب إلا أنه لقى في طريقه بعض الخدم
فأرادوا أن يحكموه بينهم في أمر فاعتذر وقال إنه مكلف بقضاء أمر الأمير فقالوا نبعث فلاناً الخادم نائباً عنك ليحضر ما تطلبه حتى تفصل في شأنـنـا
فأجابهم إلى ما طلبوا فأرسلوا واحداً منهم هو الشاب الذي سبق له الزنا بالجارية فلما ذهب أخذه رئيس الخدم إلى المكان الذي أعده ثم قطع رأسه
على غرة ثم وضعها في الطبق وغطاه وجاء به إلى الأمير فلما أبصر الطبق رفع الغطاء فرأى رأساً غير رأس أحمد اليتيم فأحضر الأمير
أحمد اليتيم فسأله عما فعل فأخبره بما كان فـقـال الأمير أتعرف لهذا الخادم ذنباً؟ فـقـال نعم إنه فعل كذا وكذا مع الجارية وعاد وقد
سألاني بالله أن أكتم الخبر فلما سمع الأمير ذلك أمر بقـتـل الجارية وعاد إلى ما كان عليه من محبة أحمد اليتيم وإكرامه.
وكانت هذه عاقبة الوفاء ونهاية الخيانة
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله
مع ارق امنيات
الحاج
احمد شعبان رجب
منشاة سلطان-منوف-منوفية
اغلب اهتمامات من يدخل النت تكون للمرح والترفية وقليل من يبحث عن علم ينفع ومعرفة تفيد
بحب مصر000
فى الزحمة000
فى اللمة000
فى ناسها الطيبين000
فى لون الطين000
فى علو برجها000
فى سمار اهلها000
بحبك يامصر000